تقرير.. الجزائر ترفض دخول مواطنين إسبان من أصل مغربي إلى البلاد بتهمة "احتمالية" التجسس لصالح المغرب
أفاد تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" العربية الصادرة بلندن، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى إسبانيا خلال دجنبر الجاري، تأتي في سياق محاولات إعادة التوازن في العلاقات الثنائية بين البلدين، وإنهاء العديد من الإجراءات المضادة، مثل تعقيد إجراءات منح التأشيرات لمواطني البلدين، بالإضافة إلى قضايا أخرى، على رأسها تزايد ضغط الهجرة غير النظامية من الجزائر إلى إسبانيا.
وبخصوص ملف التأشيرات، لفت التقرير الصادر في عدد 3 دجنبر، إلى أن هناك استياء بين الجزائر وإسبانيا، فالأولى تشتكي من أن القنصليات الإسبانية "خنقت" منح التأشيرة لمواطنيها، في حين أن هناك استياء في مدريد من "أن الجزائر ترفض بشكل منهجي دخول الإسبان من أصل مغربي، بحجة احتمال أن يكونوا جواسيس لمصلحة الرباط".
وأضاف تقرير "الشرق الأوسط" في هذا السياق أن هذا "الفيتو المتبادل"، دفع بالجزائر إلى فتح "صنبور" الهجرة غير النظامية إلى جزر البليار، في محاولة لممارسة الضغوط على حكومة بيدرو سانشيز، مما يجعل ملف الهجرة والتأشيرة من بين الملفات التي يُتوقع أن تكون حاضرة خلال اللقاء المرتقب بين سانشيز وتبون.
وسبق أن أشارت العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية في الشهور القليلة الماضية، إلى أن ضغوط الهجرة من الجزائر ارتفعت بشكل كبير، مفسرة الأسباب إلى محاولات الجزائر استخدام ورقة الهجرة لممارسة الضغوط على حكومة سانشيز بسبب الخلاف السياسي والدبلوماسي الذي كان قد نشب بين البلدين جراء إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.
وكان الحزب الشعبي الإسباني قد حمّل حكومة بيدرو سانشيز في غشت الماضي مسؤولية ما وصفه بـ"التقاعس" في مواجهة تدفق المهاجرين إلى جزر البليار، معتبرا أن الجزائر هي المصدر الرئيسي لهذه الموجات، داعيا إلى تحرك عاجل على المستوى الأوروبي.
وحسب ما أوردته "أوروبا بريس" أنذاك، فإن المتحدث باسم الحزب في برلمان جزر البليار، سيباستيا ساغريراس، طالب المندوب الحكومي في الأرخبيل، ألفونسو رودريغيز، بالتوقف عن تبرير ما أسماه "إخفاقات مدريد" في الملف، وبدلا من ذلك، اتخاذ خطوات ملموسة لوقف ما وصفه بالانفلات في حركة القوارب القادمة من السواحل الجزائرية.
وأضاف أن عجز المندوب الحكومي عن تقديم خطة واضحة لـ"تأمين السواحل" يمثل، بحسب تعبيره، "دليلا صارخا على الإهمال"، مشيرا إلى أن الحزب الشعبي طالب منذ أشهر بطرح القضية على طاولة الاتحاد الأوروبي، وفتح مفاوضات مباشرة مع الجزائر باعتبارها "المصدر الرئيسي للهجرة غير النظامية نحو الأرخبيل".
وأورد المتحدث نفسه، أن جزر البليار سجلت، منذ مطلع العام الجاري، وصول أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر غير نظامي، بينهم 638 قاصرا غير مصحوب، وهو ما تسبب في "انفجار" معدلات الإشغال داخل مراكز الإيواء التي تديرها المجالس الإقليمية، لتصل إلى مستويات قال إنها تفوق الطاقة الاستيعابية بـ"1,000%"، وفق تعبيره.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة المرتقبة لتبون إلى إسبانيا، كشفت عنها صحيفة "ذا أوبجيكتيف" الإسبانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إلا أنه لحد الآن لم يصدر أي بلاغ رسمي، سواء من مدريد أو الجزائر، بشأن هذه الزيارة، علما أن العلاقات الثنائية بين الطرفين شهدت تحسنا كبيرا في الشهور الأخيرة.




